رجال الأعمال.. مواطنون.. مخلصون لوطنهم

سلمان بن محمد الجشي
أعزائي.. لا أحد ينكر أن هناك رجال أعمال تجارا أو صناعيين، يسيئون لهذه المهنة الشريفة التي امتهنها سيد البشرية محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أجمعين، يسيئون لهذه المهنة كما يسيء الطبيب المخطئ لمهنة الطب، أو المهندس عديم الضمير لمهنة الهندسة، أو المعلم المتسيب لرسالته العظيمة.. وهم بشر معرضون للخطأ.

أعتقد أن الجميع يتفق معي أن جميع شرائح المجتمعات أو فئاتها أو من يمثلون المهن فيها، تجد فيهم الصالح والطالح والنزيه والفاسد، ومن غير العدل أو الإنصاف أن نتهم فئة بأكملها عند خطأ ارتكبه أحد ممثليها، ومن غير المنطقي أيضا أن نطبق مقولة الخير يخص والشر يعم، فهذا يعتبر إجحافا في حق من تحلى بالنزاهة، وتربى عليها وطبقها في حياته مع جميع الناس، ومقارنته بشخص من فئته يأخذ الخطأ طريقا ومبدأ يسير عليه، فمن الواجب ألا نلقي التهم جزافا على رجال الأعمال بالجشع أو الاستغلال، فأحادية النظرة إلى الآخرين أو منهج العداء والكراهية وتعميم الحكم على الجميع منهج يضاد الشريعة الإسلامية، فقاعدة التعميم في كل شيء وعلى كل شيء محض الجور وظلم للآخرين.. فعند ارتفاع سعر سلعة معينة نجد أن الجميع يكيل التهم، والسب في معظم الأحيان على رجال الأعمال، وأنهم هم المتسببون في ارتفاع الأسعار، متناسين أو جاهلين بأن ارتفاع السلع قد تتحكم فيها عوامل عدة يحكمها السوق، سواء محليا أو على المستوى العالمي، وبالتالي ينعكس ذلك على السلعة المحلية، وخير مثال على ذلك ارتفاع أسعار الرز في وقت سابق.. إنني في هذه العجالة لست مدافعا عمن أساءوا وأخطأوا من رجال الأعمال، ولكني أقف مدافعا ومحاميا لمن تشهد لهم الأفعال قبل الأقوال في إنجازاتهم وهم كثر.. فتجدهم مساهمين بشكل أو بآخر في نهضة البلاد وتطورها، وتجدهم في المجالات الخيرية دون إعلام أو أضواء، وتجدهم حريصين كل الحرص على المشاركة في أي مجال يخدم المجتمع والوطن من خلال مسؤوليتهم الاجتماعية.

إن الفترات السابقة والحالية شهدت هجوما كبيرا ومتواصلا على رجال الأعمال والتجار، وكأنهم مواطنون لا تهمهم مصلحة البلاد، وليسوا مواطنين يعيشون فيها، ومندمجين ومتفاعلين مع مجتمعاتهم، وتعميم تهمة الجشع عليهم جميعا، والتركيز على نقطة سوداء صغيرة جدا إن وجدت في ثوب أبيض.

ولنتذكر أن اقتصادنا المستمد من الشريعة السمحة يقوم على حرية السوق.

يا أعزائي.. إن رجال الأعمال شأنهم شأن أي مواطن غيور، حريصون على تطور البلاد ونموها والمحافظة عليها، فعند الخطأ لا ينبغي تعميم الحكم عليهم جميعا، فلهم من المساهمات الكبيرة في عديد من المجالات، سواء الخيرية أو الاجتماعية، وفي نهاية المطاف هم منا وفينا.. من يخطئ يجب أن نقول له أنه مخطئ ومن أصاب نقول له أنت مصيب، أي لا نعمم الخطأ أو الصواب على الجميع.

ومن هذا المنبر الصادق والحر، أوجه الدعوة لوزارة التجارة، بأن تعمل على تسهيل حرية ممارسة الأعمال الحرة وأن توضح الأمور للمواطنين في حال ارتفاع سعر سلعة معينة، وأسباب هذا الارتفاع إن كان عالميا أو محليا، وفي الوقت نفسه تتابع الوزارة وتعاقب بكل حزم وشدة المتلاعبين في ارتفاع الأسعار، كي تبرئ من هم مثال للنزاهة والإخل

اص.

مدهش

» مساهمة آدم في الأعمال المنزلية... بين مؤيد ومعارض
» عشر رجال لا يصلحون للزواج