الحاجات الأساسية للمراهقين 1

السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته

الحاجات الأساسية للمراهقين
وهى التى لابد من اشباعها لكى تكون الحياة سوية فإذا لم تشبع تظل تلح على المراهق فلا يستطيع أن يفكر جيداً أو يعمل عملاً سوياً طالما أن هذه الإحتياجات لم تشبع ونذكر منها ما يلى :-
1. الحاجات الفسيولوجية:-
وهى الإحتياجات الجسمية الضرورية التى تكفل بقاء الفرد وقد سبق تفصيل عنها فى مرحلة الطفولة فهى فى حد كبير تتفق فى عناصرها الأساسية 0
ولهذه الحاجات الأولوية فى الإشباع فلا يستطيع من لم يشبع هذه الحاجات أن يفكر فى اشباع غيرها0
2. الحاجة إلى الأمن:-
المراهق فى هذه المرحلة من حياته يخشى المجهول والمستقبل والموت خاصة إذا كان التزامه بدينه قليل أو به هنات 0
وإنما يتحقق الأمن له كلما تحقق بتقوى الله عز وجل " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون " الأنعام0
وكلما تعرف على حقيقة عبوديته لله سبحانه وتعالى وأن يستمد أمانه من الله وذكر الله " ألا بذكر الله تطمئن القلوب "0
كما أن الإيمان المقرون بالعمل الصالح يكون طريق الأمن التام كما جاء فى وعد الله " وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا"
وكذلك يتحقق الأمن للمراهق باستقرار الحياة الأسرية وحسن تدبير الأموال وكذلك بطرد هواجس الخوف على الحياة أو الرزق أو الخوف من الكبار والطغاة والظالمين ويكون ذلك بالإعتقاد فى أن الغنى المغنى المانع الضار النافع مالك الملك هو الله ذو الجلال والإكرام0
كما يتحقق الأمن فى سلامة الإعتقاد وسلامة الأعمال وسلامة السلوك وسلامة العلاقات وسلامة الاصحاب0
3. الحاجة إلى الحب :-
حبه لله وحب الله له وكذلك حبه للآخرين وحب الآخرين له ولا يتحقق اشباع هذه الحاجة إلا فى وسط اجتماعي ينصح الفرد ويطلب منه النصيحة فى ود وحب فهذه مشكلة تلح على تفكيره كيف يستطيع أن يصل إلى حب الآخرين 0 وهو يشعر بالسعادة حينما يقترب منه من يحبه وحينما يشكو إليه ويحنو عليه0
وقد يحب أشياء ويتمنى لو تحدث ظناً منه أنها خير ولكن تدرجه رحمة الله ولا يتحقق ما أحبه وتمناه فليس بالضرورة أن يكون ظنه فى خيرها صحيح فقد يكون الخير فيما كرهه " وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون "0
كذلك فإنه بالفطرة يحب زينة الحياة الدنيا وشهواتها " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب " آل عمران 0 فهذه الأمور مطلوب منه ألا يحبها لذاتها ولكن باعتبارها وسيلة تقرب إلى الله يبذلها رخيصة فى سبيل رضا الله " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما
ومن متاع الحياة الدنيا حب النساء إلا أن الحب الذى أقره الإسلام هو الحب بين الرجل وزوجته

وقد جعل الإسلام سبيل هذه العلاقة هو البدء بالخطبة وعند ذلك يأتى الإذن بالنظر

للمخطوبة كما قال صلى الله عليه وسلم ( انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) أما غيرها وأما قبل العزم على الزواج فالأصل هو غض البصر درءاً لفتن كثيرة يتعرض لها شباب الجيل المراهق0
والحب هو مادة حياة القلوب ، ولو بحثت بين الناس فلا تجد من لا يحب من اختلاف المحبوب ودرجة الحب ومفهوم الحب الإنسانى أوسع وأشمل من مفهوم العاطفة التى تربط بين الرجل والمرأة فمشاعر الأبناء تجاه الآباء ومشاعر الآباء تجاه الأبناء وكذلك مشاعر الإخوة تجاه بعضهم والأصدقاء تجاه بعضهم فكلها أشكال لحب عاطفى عميق وإن اختلف أسلوب التعبير 0
وأعظم الحب هو حب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما )0
وكذلك حب الخير للناس ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )0
فلا ينبغى ايقاف مفهوم الحب عند المراهق على حب العاشقين وإنما المقصود هو أن يحب ما يحبه لله ويكره ما يكرهه الله فذلك أوثق عرى الإيمان0
1. الحاجة إلى التقدير :-
المراهق يحب أن يعرف الآخرين قدره وهذا أمر يفتقده فى هذه المرحلة فإذا ما قدره أحد نال بهذا حبه وثقته فالحاجة إلى التقدير مهمة وضرورية فى إكساب واستعادة المراهق ثقته بنفسه وإمكانياته ووسيلة ذلك أنه حينما يبذل جهداً واو صغيراً نقدر له جهده ونشكره عليه 0
ونعرفه أنه يستطيع أن يبذل المزيد لو أراد فإن الفرد يبذل ما لديه من مهارات وجهد فى هذه المرحلة ليشعر بالقيمة والقدر ويتمثل هذا التقدير فى إثابته أو مدحه أو الثناء عليه0
ويؤدى عدم اشباع هذه الحاجة إلى الإحساس بالدونية واحتقار الذات0
وكذلك فإنه حين يدرك قيمة الأعمال التى يتعبد إلى اله بها ويعرف شرفها ورفعة منزلتها وعلو قدرها ومدى الإثابة عليها، وأيضاً معرفته بعلو قدر الشاب الذى ينشأ فى طاعة الله عز وجل مع الثناء عليه فيما يؤديه منها أو يمكن الإقبال عليه كما جاء عن النبى صلى الله عليه وسلم ( نعم الرجل عبد الله لو كان يصلى من الليل ) حين حفز عبد الله بن عمر رضى الله عنهما0
2. الحاجة إلى المعرفة والفهم :-
تعمل على توسيع قاعدة الفكر وتحصيل الحقائق وتفسيرها وإتقان المعلومات وصياغة المشكلات وحلها 0 فهى تساعد على حسن التصرف والثقة والإعتماد على النفس فى أخذ القرارات وحل المشاكل 0
ومن وسائل إشباع هذه الحاجة:-
- تحفيزه وتشجيعه على بذل المجهود الذاتى فى طلب العلم وتحصيله بالقراءة أو السماع أو الملاحظة أو أى وسيلة أخرى0
- تشجيعه على تكوين مكتبة وتقديره للكتب وحفاظه عليها للرجوع إليها عند الحاجة 0
- تشجيعه على متابعة مواقع العلم والمعرفة المفيدة على شبكة الإنترنت0
- تدريبه على استخدم الكمبيوتر والحافظة الإلكترونية وكل التقنيات الحديثة للإستفادة منها فى تطوير أدائه0
- إرشاده إلى الطريقة الصحيحة للقراءة والكتابة والحفظ وأهمية الرياضة لتجديد النشاط والحيوية 0
- التقليل من عناصر التشويش بالمنزل قدر الإمكان فى فترات المذاكرة والإطلاع 0
- الإستماع إليه باهتمام إذا أراد أن يقص شيئاً مما قرأه أو علمه مع الثناء عليه والتشجيع له0
- تشجيعه على السؤال عند عدم المعرفة ( إن شفاء العى السؤال )من غير حياء أو كبر يحول دون ذلك حيث أنه ( يضيع العلم بين إثنين الحياء والكبر )0
- توفير " دليل التفوق الدراسى " فى المنزل ليستفيد منه فى أسباب إتقان أسباب التفوق والمهارات اللازمة لذلك0
- تقديم الخدمات اللازمة عند انشغاله بعلومه ومعارفه مثل المشروبات المجددة للنشاط والحيوية كالعصائر وخلافه0
1. الحاجة إلى النجاح والرغبة فى التفوق :-
حين يشعر أنه نجح فى إنجاز عمل ما فإن ذلك يدفعه إلى الإستزادة ويشعره بالثقة فى نفسه ويمنحه جرأة فى تناول الجديد من المشكلات 0
وهو حين يسعى إلى عمل ما لا يكون هدفه النجاح فقط ولكن يفعل ما فى وسعه ليكون أداؤه أفضل من أداء الآخرين ليتفوق على أقرانه ويحصل على التقدير 0
ويجب أن يتم إشباع هذه الحاجة بالتدرج فيعطى الفرد عملاً يكون مؤكد أنه سينجزه بنجاح ثم يترقى فى الأعمال وهو يتنقل من نجاح إلى نجاح مع إحسان تدريبه على العمل إن كان يحتاج إلى ذلك0
ويجب أن يحبب المراهق فى الدراسة والتعلم فإذا أقبل المراهق على الدراسة بحب كان ذلك دفعة له نحو العلم والثقة بالنفس0
2. الحاجة إلى الإنتماء:-
الإنتماء يحقق للمراهق مكانة الذات التى يرضاها لنفسه والشخص يشعر بالقوة والأمن حين يتوحد مع جماعته سواء كانت جماعة أصدقاء أو عمال أو فصل أو مدرس أو شلة أو أى جماعة أخرى0
- والمراهق يحتاج إلى التدريب على العمل بروح الفريق أو العمل الجماعى الذى يكون الفرد فيه جزء من كل ويكون دوره ضرورى لإنجاح العمل ولكن ليس هو الدور الوحيد0
- والفرد يسعى أحياناً من أجل مصلحة الجماعة التى ينتمى إليها ربما أكثر من سعيه من أجل مصلحته الشخصية 0
- وسلوك أعضاء هذه الجماعة أو( الشلة ) يكون متقارباً ويمثل صورة صادقة لسلوك قائد هذه الجماعة0
- والعمل الجماعى يخلص الفرد من الأنانية والإستعلاء وحب الظهور وغيرها من الخصال السيئة ويكسبه التعاون يزوده بالخصال الحميدة وذلك من خلال المعيشة المستمرة خلال العمل فى جميع مراحله بدءاً من التخطيط للقيام به وانتهاء بالتقويم الذى يحدد الإيجابيات والسلبيات وكيفية الإستفادة منها0
- والعمل الجماعى من صميم الإسلام خاصة عندما يعود على صلاة الجماعة وعبادة الصوم الجماعى فى رمضان وبعض النوافل التطوعية وفى حلقات تلاوة القرآن ومجالس العلم والذكر وغيرها0
- كذلك مشاركته فى الرحلات الجماعية سواء الطويلة أو القصيرة على أن يكون له دور حيوى يشعره بأهميته فيرى من خلاله كيف يؤثر ويتأثر بالمشاركين فى الرحلة ، وهناك وسائل كثيرة لممارسة الإنتماء الجماعى وغيرها0
والحب والثقة من ألزم ما يجب توفره فيمن يتعامل مع المراهق ليحقق معه الإنتماء فعليه أن يأخذ بأسباب تنمية الحب وهى التى قد تبتدىء بالإبتسامة وتصل إلى الإيثار كما أن الثقة قد تبدأ بحفظ السر والأمانة وتصل إلى احتمال الأذى لحفظه من المكروه. ي
ت

بع

تقبل مروري

» الحاجات الأساسية للمراهقين