الاقتصاد العالمي على مفترق طرق

أحدث قرار وكالة ستاندرد آند بوروز بتخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأمريكية للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الكثير من التداعيات التي أثرت سلباً على الاقتصاد العالمي، ونظراً لكون المملكة العربية السعودية جزءًا مهماً ومكوناً رئيسياً من هذا الاقتصاد يؤثر ويتأثر بأحداثه، فيستلزم ذلك تحركاً فورياً من قبل القائمين على السياستين النقدية والمالية لتدارك واستيعاب تلك التداعيات التي بلاشك ستكون حاضرة بشكل واضح وستؤثر بشكل مباشر على المواطن المستهلك في تعاملاته اليومية.
وستكون أولى تلك التداعيات السلبية على السوق المحلي تضخم أسعار المنتجات القادمة من خارج نطاق منطقة الدولار وذلك ناتج عن ارتباط الريال بالعملة الأمريكية التي تضعف يوماً بعد آخر مشكلة ضغطاً كبيراً على الريال وعلى المواطن الذي يلحظ ارتفاع الأسعار والتي يتوقع لها الاستمرار في التصاعد بعد التطورات الأخيرة على اعتبار أن كثيرا من واردات المملكة تأتي من آسيا وأوروبا التي ترتفع عملاتها أمام الدولار وهو ما يعني انخفاض دخل المواطن السعودي في قادم الأيام وتأثر مستوى المعيشة. والمتابع الاقتصادي تواق لمعرفة وجهة نظر القائمين على مؤسسة النقد وموقفهم جراء ما يحدث إزاء هذه الأحداث وكذلك توضيح مدى الجدوى في الاستمرار بربط الريال بالدولار من عدمه.

وستكون أولى تلك التداعيات السلبية على السوق المحلي تضخم أسعار المنتجات القادمة من خارج نطاق منطقة الدولار.

ومن التداعيات السلبية المتوقعة هو أن استرجاع مدخرات واستثمارات السعودية أصبحت معقدة ويساورها شك كبير بعد تخفيض التصنيف الائتماني وهناك شك في إيفاء أمريكا بالتزاماتها خصوصاً بعد أن زادت المملكة استثماراتها في الأوراق المالية الأمريكية بنسبة 12% لتصل إلى 1.32 تريليون ريال في نهاية شهر يونيو الماضي وذلك ناتج عن الفوائض المالية الموجودة وعدم فتح قنوات جديدة للاستثمار. وعليه فإنه من الواجب تنويع الاستثمارات لخفض المخاطر وتجنب الكوارث الاقتصادية التي قد تحدث في أي وقت نتيجة التذبذبات القوية وغير المتوقعة.
كذلك شهدت السوق المحلية هبوطاً حاداً كبدت المتعاملين فيه بخسائر كبيرة منيت به محافظهم الاستثمارية، حيث خسر السوق فقط يوم السبت الماضي وهو اليوم الأول للتداول بعد خبر تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة 350 نقطة مثلت نسبة هبوط 5.5% وبخسارة تجاوزت الـ 69 مليار ريال واستمر السوق في منحى هبوطي طوال الأسبوع باستثناء يوم الأحد إلى أن تفاعلا في الجلسة الختامية يوم الأربعاء العاشر من أغسطس إيجابياً مع قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والذي اتخذ إجراءً بتجميد سعر الفائدة الأمريكية على الصفر تقريباً لمدة لا تقل عن سنتين.
فهل الإجراءات المتخذة والتي سستتخذ قريباً ستكون كفيلة بإنعاش الاقتصاد والأسواق؟ وهل سيكون بمقدور محافظي البنوك المركزية القدرة على تجاوز هذه المعضلة الاقتصادية

؟.

مشكور

» الاقتصاد و الطاقة
» الاقتصاد الكهربائي
» الاقتصاد الإسلامي رأسمالي
» باب في الاقتصاد في العبادة ، رياض الصالحين
» ╝◄تشابه دورات الاقتصاد والحياة…!!!►╚